راد السلطان محمد الفاتح أن يكون شيخه آق شمس الدين بجانبه أثناء الهجوم الأخير على القسطنطينية
فأرسل إليه يستدعيه لكن الشيخ كان قد طلب ألا يدخل عليه أحد الخيمة
ومنع حراس الخيمة رسول السلطان من الدخول وغضب محمد الفاتح وذهب بنفسه الى
خيمة الشيخ ليستدعيه، فمنع الحراس السلطان من دخول الخيمة بناءً على أمر
الشيخ!ا
فأخذ الفاتح خنجره وشق جدار الخيمة في جانب من جوانبها، ونظر إلى الداخل
فإذا شيخه ساجدا لله في سجدة طويلة وعمامته متدحرجة من على رأسه وشعر رأسه
الأبيض يتدلى على الأرض، ولحيته البيضاء تنعكس مع شعره كالنور
ثم
رأى السلطان شيخه يقوم من سجدته والدموع تنحدر على خديه، فقد كان يناجي ربه
ويدعوه بإنزال النصر ويسأله الفتح القريب، وعاد السلطان محمد الفاتح عقب
ذلك الى مقر قيادته ونظر الى الأسوار المحاصرة، فإذا بالجنود العثمانيين
وقد أحدثوا ثغرات بالسور تدفق منها الجنود الى القسطنطينية
ففرح السلطان بذلك وقال: ليس فرحي لفتح المدينة إنما فرحي بوجود مثل هذا الرجل في زمني
فمن لنا اليوم بمثل هذا الرجل ومثل هذا الدعاء؟!ا
هل ننسى المدد الإلهي في زحام الأحداث؟!ا
هل نغتر بقوتنا وعددنا كيوم حنين فيكلنا الله إلى نفوسنا؟!ا
هل تفتر ألسنتنا عن الذكر في اشتداد المواجهة فلا نصغي إلى قول ربنا
ا(إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )ا؟!ا
من يستجلب النصر المرتقب بقلبه الحي؟!ا
من يعجِّل الفرج بدموع الأسحار واستغفار الأبرار؟!ا
أدركوا سر النصر وامتلكوا مفاتحه وترقبوا ساعة النصر فما هي منكم ببعيد