حسنى مبارك والأربعين حرامى، الريس بيهيس، نادى القذافى الليلى... فيديوهات كوميدية شاهدناها فى اليوتيوب وفيس بوك وشدتنا بتقنيتها وجرئتها وسخريتها من الحكام المخلوعين – أو المرشحين للخلع – على امتداد العالم العربى كله. تلك الفيديوهات من إنتاج وإخراج موقع - أردنى - إسمه "خرابيش"، والسيناريوهات والأفكار التى يقدمها كلها مهداة من ألاف الشباب العربى الذين يرسلون أفكارهم للموقع لكى يتم عرضها بهذا الأسلوب.
منيب عرابى مدير خرابيش، كل يوم يفتح الإيميل ويجد مئات الرسائل من الشباب يقترحون عليه أفكار لفيديوهات جديدة عن الثورات العربية التى هزت الأرض تحت الحكام المستبدين "هو دليل كبير على الشعبية التى حققناها، الفيديوهات التى نقدمها أصبحت على مقدمة الفيديوهات التى يتابعها الشباب على الشبكات الإجتماعية الأن"
خرابيش هى شركة أسسها 4 أشخاص، 3 شباب وبنت واحدة، تهتم بإنتاج أعمال فنية وفيديوهات بهذا الشكل وتعرضها فقط من خلال النيوميديا: فيس بوك وتويتر ويوتيوب.. فتحت الشركة أول فرع لها فى عمان بالأردن، وبدأت فى شكل مكتب متواضع ثم سريعاً توسعت وأصبح لها فروع فى دبى وتونس. ويقول منيب "اختيار الإسم جاء ليعبر عن التمرد، عن رفض قبول الواقع والرغبة فى التغيير والتجديد...المنطقة العربية أصبح بها حركة غير طبيعية نحو التغيير، فجرت طاقات لدى الشباب العربى كله ونحن حاولنا أن نشارك فى هذا التحول وهذه المرحلة الجديدة عن طريق فيديوهات قصيرة وعفوية نحاول من خلالها توصيل رسالتنا"
ورغم أن الشركة قدمت فى بدايتها قدمت مجموعة فيديوهات فى مجالات إجتماعية وفى شكل حملات توعية لكن الفيديوهات السياسية التى واكبت الأحداث الأخيرة نقلت الشركة لمستوى مختلف تماماً "الفترة الأخيرة شهدت تفاعل غير مسبوق من الشباب مع الفيديوهات التى نقدمها، لدرجة إن فتاة تونسية تطوعت لدبلجة أحد الأعمال التى صورت هروب الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين إلى اللغة الأسبانية لأنها شعرت أن فيديوهاتنا تستحق أن تصل للعالم كله، وهو مادعانا لعمل مايشبه بنك الأفكار يتلقى مئات الإقتراحات من الشباب لفيديوهات جديدة تعمل خرابيش على صناعتها الأن"
ونتيجة للثروات المتتالية والأحداث المتسارعة أصبح فريق العمل مضطر فى بعض الأحيان للعمل يوم ويومين متواصلين ليكون العمل مواكب للأحداث المتسارعة. ويعمل بالشركة فردين متخصصين فى تقليد الأصوات يقومون بتدريبات مكثفة لتكون الأصوات مظابقة لأصوات الرؤساء المخلوعين الحقيقية.
وبجانب الفيديوهات تقدم الشركة مجموعة من البرامج فقط على شبكة الإنترنت حيث تقوم بإنتاج برنامج سياسى إسمه خط أحمر سيكون بالرسوم المتحركة بالأبيض والأسود فقط. وبرنامج الEntrepreneur والذى يقدم حلقات عن طريقة تأسيس الشركات ومايحتاجه ذلك من مهارات وقدرات وعلم وأساليب مواجهة العوائق والتحديات المختلفة فى سبيل ذلك.